الثلاثاء، 20 يناير 2009

الخِيَانة ُ وَرْدَة ُ الخـُبز

الخِيَانة ُ وَرْدَة ُ الخـُبز


مِثلُ أيِّ مُحَاربٍ

عَائِدٍ من هَزَائمَ أخرَىَ

تاركاً الخِيَانة تنمُو في مَيدَان المَعَاركَ

مِثلُ هَذا المُحَاربِ تحديداً

وهَوَ يَمْسَحُ دُمُوعَاً قبلَ وصُُُُُُُُُُولهِ

لبابِ البيتِ

يَرتدِي جلبابَ فلاح ٍ

فِي تبَادُلٍ خِصبٍ

بزيِّهِ العَسكريِّ وَسَطَ دَهشةٍ

عَلىَ الجسر المُوحِل بمَاء المَطر

بالقربِ من فأس, وترعَةٍ, وَشجَرةِ بُرتقال ٍ

مِثلُ هَذا المُحَاربِ تحديداً

يَحمِلُ قدَمَاً بَعدَ أخرَى ليَصْعدَ دَرَجَ بيتهِ

تكتمِلُ الإطاحَة بهِ في هُوَّةٍ

ويقتحِمَهُ الجَزَعُ

لكلِّ خَطوَةٍ

فزَع ٌ

وفي كلِّ رَفع قامَةٍ

رَجفة قلبٍ

تحديداً, مِثلُ هذا المُحَاربِ

يَبحَثُ عَن ذاكِرَةٍ أخرَى - دُونَ جَدوَى -

لم ينشغلْ باستلابِ أورَاق هُوَيتهِ

وخِطاباتِ الأصدقاء, ونوتةِ أرقام الهَوَاتفِ,

ومُلاحظاتٍ حَولَ أيَّامِهِ خلفَ تلةٍ ورمَال وخَيمَةٍ

رُبمَّا تعَمَّدَ فِي مُبَادَلتهِ تِلكَ

نزْعَ جِلدِ جَسَدِهِ المُحترق بإشاراتِ القادةِ,

ورجال الدِّين المُعينين أيامَ الجُمَع

قِبلة الحَربِ الجَديدة ُ

قبلة ترضاهَا

مُرْغَمَاً

بَغدَادُ الآنَ خَربَة ٌ

والأئِمَّة غَرقىَ في الفراتِ ودِجلة

لتؤمِّنَ شهْوَة الدَّم في غزَّة َ

مِثلُ المُحَاربِ هَذا

يَهُزُ رَأسَهُ بعنفٍ - دُون جَدوَى -

فلا تلتقي عَيناهُ بعينيِّ أبيهِ

ولا تصلُ أذنيهِ تمتمة أمِّهِ

يَهُزُّ رَأسَهُ بعنفٍ

يَتذكرُ رَغبتهُ الحَقيقية َ

أن يضَعَ أصَابعَ كفهِ على خَدِّ حَبيبتهِ

التي عَشِقهَا وأحَبَّتهُ

في لحظةٍ طازَجَةٍ

تربكُهُ الحَسْرَة ُ

هَذا المَحَاربُ تحديداً

وَهوَ يُغلقُ نافذة " رَفح "

فلا يَشمُّ رَائِحَة احتراق الدَّم

مُشبَّعَا بالنابلم والفسفور

بشهوةٍ أخرَى في أرَشفةِ الفضائياتِ

مِثلُ هَذا المُحَاربِ تحدِيداً ,

وَشفافيةِ المُعطياتِ

يَعُودُ, خُطوَاته خِفـَّة في بَيَاض عَينيهِ

أنَّ الرَّصَاصَ لم يَخترمْ وقتهُ

والدَّاناتُ لم تفتتْ ارتِجَافَ أصَابعِهِ

فيكونُ كلُّ هَذا رَمَاداً

قبلَ أن يَطرقَ البَابَ

وَتحِيطه العُيونُ,

وَتغلقُ البنتُ التي عَشِقتهُ, وَأحَبَّهَا

النافذة للأبَدِ !!

مِثل هَذا المُحَاربِ بالضَّبطِ

مَعَ فارق ضَئيل ٍ

إذ نَجُُرُّ أقدَامَنا باعتِزَاز ٍ

مُبَالغ ٍ

فِيهِ